بحث مخصّص

وكان الحديث في الحلقة الماضية فيما كتبه وفيما تبنّاه وما يعتقده السيّد محمّد حسين فضل الله.. ووصل الكلام بنا إلى كتابه الذي عنونه بـ[الزهراء القدوة] الذي قال عنه أنّه يمثّل كلّ فكري في سيّدة نساء العالمين!
✤ ممّا جاء في هذا الكتاب [الزهراء القدوة]:
❂ تحت عنوان [سرّ الاهتمام بالزهراء]
أولاً: هذا الكلام كلام سطحي إلى أبعد ما يُمكن.
ثانياً: ليس فيه أي مضمون ممّا جاء في زيارات آل محمّد عليهم السلام! ليس فيه أي مضمون ممّا جاء في الأحاديث التي تحدّثت عن منازلهم ومقاماتهم!
فضل الله يهذي حين يتحدّث عن الزهراء عليها السلام وكأنّها كاتبة، وكأنّها شاعرة، وكأنّها مُفكّرة، وكأنّها فيلسوفة كبقيّة النساء الّلواتي لهنّ نوع من التأثير في تأريخ البشرية! هذا الذي أتحدّث عنه منذ بداية مجموعة حلقات لبيّكِ يا فاطمة!
❂ أيضاً.. يقول السيّد فضل الله في كتابه تحت عنوان (اعتماد العقل القطعي).
■ إلى أن يقول: (سبق أن كتبتُ قبل ما يُقارب الأربعين سنة في مجلة (الأضواء) التي كانت تصدر عن جماعة العلماء في النجف الأشرف “حول منهج الدراسات الإسلامية بين السند والمتن”، وقلتُ إنّ علينا أن ندرس النصوص التأريخية كما ندرس القضايا الفقهية على أساس مُلاحظة السند والمَتن معاً..)!
هذا هو الذي أوقع السيّد محمّد حسين فضل الله كما أوقع أساتذته من قبل (السيّد الخوئي، والسيّد محمّد باقر الصدر) وأوقع الآخرين في منطق مُخالف لمنطق الكتاب والعترة والاقتراب من المنطق الشافعي والقطبي بشكل واضح!
❂ أيضاً يقول في كتابه تحت عنوان: لا كفؤ لفاطمة غير عليّ.
❂ أيضاً ممّا جاء في كتابه تحت عنوان : ظلاماتها
أشار في رقم (1) إلى الهجوم على الدار، وأثبت في ذلك ما هو المعروف والذي يُثبته الكثير مِن مراجع الشيعة مِن أنّ القوم هدّدوا بإحراق الدار، وكلمة عمر المعروفة (وإن)! مثلما مرّ علينا في كتاب [فدك في التأريخ] للسيّد محمّد باقر الصدر! وما مرّ علينا كذلك فيما يتبنّاه السيّد الخوئي مِن جهة تضعيف كتاب [سليم بن قيس] فلا تثبت الظلامة! وما أجاب به بطريقة تدليسية وتحريفية حين سأله السائل: هل الروايات صحيحة برأيكم أم لا؟ فلم يُجب – كما جاء في كتابه [صراط النجاة: ج2].
■ ثُمّ يُعلّق فضل الله على كلمة عمر (وإن) حتّى يُغطي بهذه التعابير ما سيُنكره – بعد قليل – مِن ظلامات فاطمة! يقول:
(ونحن نعتبر هذه الكلمة من أخطر الكلمات، لأنّها تعني فيما تعنيه أنّه لا مقدّسات في هذا البيت، فلا مانع من أن يُحرَق على أهله !)
❂ أيضاً تحت عنوان : مظالم أخرى يقول:
(وهناك بعض الحوادث التي تعرّضت لها ممّا لم تتأكد لنا بشكلٍ قاطع وجازم، كما في مسألة حرق الدار فعلاً، وكسر الضلع، وإسقاط الجنين، ولطم خدّها وضربها.. �ونحو ذلك ممّا نُقل إلينا من خلال روايات يُمكن طرح بعض علامات الاستفهام حولها، إمّا مِن ناحية المتن �وإمّا مِن ناحية السّند�، وشأنها شأن الكثير مِن الرّوايات التّاريخيّة.
✤ وقفة عند فقرة من كلام للسيّد محمّد حسين فضل الله الذي نقله السيّد جعفر مرتضى العاملي في كتابه [مأساة الزهراء :ج1] – وهذا الكلام موجود مسجّل بصوته – يقول السيّد فضل الله:
(إنّ هؤلاء الجماعة الذين هاجموا بيت الزهراء كانوا يحبّونها، ويحترمونها، بل إنّ الذين جاء بهم عُمر كانتْ قلوبهم مملؤةٌ بحُبّها، فكيف نتصوّر أن يهجموا عليها ؟)!!
إذا كانوا يُحبّونها – حسب زعمه – فلماذا جاؤوا إذن وهاجموا دارها صلوات الله عليها؟!
■ الخلاصة: أنّه لم يجرِ الذي جرى على فاطمة بحسب محمّد حسين فضل الله، فهناك إشكال في السند وهناك إشكال في المَتن عنده!! وهذا المنطق هو نفس منطق مدرسة الخوئي والصدر! الخوئي بحسب قذارات علم الرجال نفى كتاب [سُليم بن قيس]
والسيّد محمّد باقر الصدر أثبت من الجريمة في كتابه [فدك في التأريخ] التهديد فقط! حين وقف على كلمة (وإنْ).
وما تحدّث به السيّد فضل الله من طريقة العقل الحر ودراسة السند والمتن فيما تقدّم مِن بيان منهجه في البحث هي عينها طريقة السيّد الخوئي والسيّد محمّد باقر الصدر!
❂ تحت عنوان: الزهراء في كلام الله تعالى.
❂ أيضاً ممّا جاء في كتابه تحت عنوان: هل الزهراء امرأة غير عادية؟
❂ وتحت عنوان: الصدّيقة الشهيدة .. يتجلّى منطق التحريف والتشويه.
فهو يذكر في حديثه رواية الإمام الكاظم عليه السلام (إنَّ فاطمة صدّيقة شهيدة). ولكنّه يبترها بشكل واضح! لأنّ الرواية كاملةً في [الكافي الشريف :ج1] هي هكذا:(إنّ فاطمة صدّيقة شهيدة وإنّ بنات الأنبياء لا يطمثن). أمّا السيّد فضل الله فضل الله فيقول: (ورد في الحديث عن الإمام موسى الكاظم: (إن فاطمة صدّيقة شهيدة) الكافي ج1 صـفحة[458] رواية 2)!
● والأنكى مِن ذلك أنّه لم يكتفِ بالتحريف الّلفظي في قرضه للرواية، بل حرّف الرواية تحريفاً معنوياً فقال أنّ كلمة (شهيدة) لا تعني أنّ الزهراء قُتلتْ! وإنّما شاهدة على الأمّة!
❂ تحت عنوان (الأسئلة والأجوبة)
■ العنوان الأوّل: السبب في غموض شخصية الزهراء.
❂ أيضاً يقول السيّد فضل الله تحت عنوان : مميزات الزهراء
● هذا هو كتاب [الزهراء القدوة] الذي قال عنه السيّد فضل الله إنّه يُمثّل كلّ فكري في سيّدة نساء العالمين!! (ما بين إنكار لظلامتها وتصغير لشأنها أو تصويرها وكأنّها داعية من الداعيات، أو مسؤولة في مُنظمة نسوية من المنظّمات الإسلامية البائسة! أو كإعلامية إسلامية من الإعلاميات الّلاتي يخرجن علينا في الفضائيات يتحدّثن بمتاهات القول ومتاهات الفِكر!)
■ إذا أردنا أن نعرف فاطمة، علينا أن نتوجّه إلى فاطمة، وأن نطلب المعرفة الفاطمية من فاطمة صلوات الله عليها.
عُرضت على قناة القمر الفضائية يوم الجمعة :
2016/8/19م ــ 15 ذى القعدة 1437

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.