✤ هُناك مُفردة مرّتْ علينا حينما تحدّثتُ عن مُفردات منهج لحن القول .. وهي مفردة “القواعد والقوانين”
مِن جملة القوانين الَّتي نحتاجها لِدراسة ثورة المُختار وشخصيّة المختار “قانون الأصلاب”.. وقد تقدّم الكلام عن هذا القانون.
✤ حينما نتدبّر في مضمون قانون الأصلاب نصل إلى هذهِ النّتيجة: أنَّ قتْل قتلة الحُسين عليه السَّلام لابُدّ أن يكون..
بغضّ النّظر هل المُختار هو مَن يقتل قَتَلة الحُسين ،، أم غيره.
✤ أيضاً مِن ضِمن القوانين الَّتي تمّ الحديث عنها : “قانون التّطهير الحُسيني”..
حين نفهم هذا القانون، سنعرف أنّ المُختار شخصيّة طُهّرتْ بقانون التّطهير الحُسيني ، بالحُبّ الحسيني.
✤ “قانون المكر” قانون إلهي يحكم هذا الوجود، ويتجلّى هذا القانون ويظهر تطبيقهُ في الامتحانات والابتلاءات والغربلة والتّمحيص والمُجريات الَّتي تجري على البشر، وتظهر واضحة في حياتهم.
✤ المُراد مِن “المَكْر” الّذي أتحدّث عنهُ في هذا البرنامج هو “لُطف التّدبير”.. وهو التّدبير الخفي الَّذي لا يرآه الجميع، وإنّما يتحسّسهُ الّذينَ لهم صِلة مُباشرة بذلك التّدبير.
✤ في دعاء الثّغور لإمامنا السّجاد عليه السَّلام: “واعْضدهم بالنّصر، وأعنهم بالصّبر، والطفْ لهم في المكر”
المكر الَّلطيف هو المكر الخفي .. هو تخطيط خفي لا يستشعره العدو، ولا يستشعره الصّديق إذا كان لصالح الصّديق.
فقط يجد الآثار، لكنه لا يرى وسائل التّخطيط.
✤ حديثي عن قانون المكر هو حديث في هذه الجهة (جهة تفعيل المَكْر في بُعده العملي التّشريعي).
✤ حتَّى يتّضح قانون المكر، لابُدّ أن أدخل مِن جهة إبليس ونافذة إبليس ، حتّى نعرف شيئاً عن مكْر إبليس، فيتّضح قانون المكر،
باعتبار أنّ الّذي أتناوله “مكر الأئمة” صلوات الله عليهم والّذي يكون في مواجهة “المكر الإبليسي”.
فلابُدّ أن نعرفَ أولاً المكر الإبليسي، حتّى نعرف بعد ذلك “خير المكر”، وكيف خطط الأئمة عليهم السّلام للمشروع الحُسيني.
✤ رواية زائدة عن إمامنا السّجاد :
(إنَّ إبليس لعنهُ الله في ذلكَ اليوم يطيرُ فَرَحاً فيجولُ الأرْضَ كلّها بشياطينهِ وعفاريته، فيقول: يا معاشر الشّياطين قد أدركنا مِن ذُريّة آدم الطَّلِبة، وبلغْنا في هلاكِهم الغاية، وأورثناهم النَّار، إلَّا مَن اعتصمَ بهذهِ العِصابة…..)
هل كان إبليس مُتفرّجاً فقط حينما كان يُعلن عن فرحه – يوم عاشوراء- ولم يكن لهُ دور فيما حصل في كربلاء؟!
أم كانت له تدابير ومُخطّطات فيما جرى..؟
✤ إبليس لا يستطيع أن يخترق المعصوم، ولا يستطيع اختراق مَن يُحصّنه المعصوم ويمنحه العِصمة (كأبي الفضل العبّاس، وعليّ الأكبر، والعقيلة….) ومجموعة (مَن شِئنـا).
✤ أيضاً هناك مساحة من العقيدة لا يستطيع إبليس أن يخترقها (العقيدة الثّابتة الرّاسخة القوّية) لا يستطيع إبليس أن يخترقها..
نعم يمكن لإبليس أن يخترق نوايانا، وأسرارنا، ولكنّه لا يستطيع اختراق (الولاء الثّابت) لعليّ بن أبي طالب.
✤ في الرّوايات الشّريفة الَّتي تحدّثتْ عن سلمان المُحمّدي وأنّه (مَن عرفهُ كان مُؤمناً ومَن أنكرهُ كانَ كافراً)
هذا الوصف يُشير إلى مجموعة (مَن شِئنـا).. وهذا الوصف صارَ لسلمان عَرَضاً ..
فأهل البيت عليهم السَّلام هم مَن يُعطون لسلمان هذه الحصانة.
فالّذي يكون على حصانة عالية لا يُمكن لإبليس أن يخترقها، هذا الّذي تنطبق عليه عبارة (مَن شِئنـا).
✤ إطلاق لفظة الشيعة علينا هي من باب المُسامحة، أمّا إطلاق هذا المُصطلح بالشّكل الحقيقي الكامل، فهو لا يُطلق إلّا على مجموعة (مَن شِئنـا).
✤ المعصوم عنده حصانة ذاتيّة .. ومجموعة (مَن شِئنـا) عندهم حصانة مُكتسبة.
✤ وقفة عند بعض أدعية أهل البيت عليهم السَّلام ومُناجياتهم الَّتي تتحدّث عن الأساليب والوسائل الّتي يستعملها الشّيطان في مواجهته لبني آدم .. وحديث عن طبيعة الصّراع بين النّفس البشريّة والشيطان.(مقتطفات من الدّعاء اليومي في شهر رمضان، ومقتطفات من مُناجاة الشّاكين لإمامنا زين العابدين عليه السّلام)
✤ مقتطفات مُختارة مِن حديث العترة يعرض لنا فيها الأئمة عليهم السَّلام صُوراً مُختلفة عن النّشاط الإبليسي،
● مقطع من خطبة سيّد الأوصياء: (اتَّخذوا الشَّيطانَ لأمْرهم ملاكاً، واتَّخذهم لهُ أشراكا، فباضَ وفرَّخ في صُدُورهم، ودبَّ ودَرَجَ في حُجورهم، فنظرَ بأعينهم، ونطقَ بألسنتهم، فركِبَ بهم الزَّلل، وزيَّنَ لهم الخطل….)
● (إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيراً بصّرهُ بمواضع الشّيطان…)
✤ عرض لبعض آيات القرآن الّتي تحدّثتْ عن النّشاط الإبليسي ..
● (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا)
✤ في مواجهة النّشاط الإبليسي هُناك نشاط مِن الملائكة على طُول الخط، وهو التّثبيت. (الملائكة لا تُوحي زُخرف القول، وإنّما تُوحي حقيقةَ القول “فثبّتوا الّذين آمنوا”).
✤ رواية مُهمّة جدّاً في تفسير إمامنا الزّاكي العسكري ، تُبيّن أُمور كثيرة.. وتُعطي وصف دقيق للمواجهة والمعركة الَّتي يخوضوها إبليس مع المؤمنين لِيغويهم ويُضلّهم .. وتُبيّن السّبيل الّذي ينجو به المؤمنين من كيد إبليس ومردته وينتصرون عليه.
✤ المقصود من (ذكر الله والصَّلاة على النّبي وآله) المذكورة في رواية الإمام العسكري، ليس المراد منها الَّلقلقة الّلسانية،
وإنّما المُراد المُعايشة القلبية.
الكلام هو ظاهرة صوتية (جُعل الَّلسان على الفؤاد دليلا).
✤ في رواية الإمام العسكري الّتي تحدّثت عن معركة إبليس مع بني آدم .. إذا كان هذا الصّراع الإبليسي الكبير، وكل ما فيه من تفاصيل يحصل مع شخص واحد من عامّـة الشّيعة .. فكيف يكون إذاً نشاط إبليس مع المشروع الحُسيني..؟
✤ وقفة عند هذه الآية من سورة الإسراء:
( واستفززْ مَن استطعتَ مِنْهم بصوتكَ وأجلبْ عليهم بخيلك ورَجِلِكَ وشاركْهم في الأموالِ والأولادِ وعِدْهُم وما يَعِدُهم الشَّيطانُ إلَّا غُرورا)
كيف يُشارك الشّيطان بني آدم في أموالهم وأولادهم..؟! (ماذا قال أهل البيت في معنى هذه الآية)..؟
برنامج الثائر الحسيني الوفي المختار الثقفي
أضف تعليقك