✤ من خلال ما تقدّم في الحلقات الماضية، وصلنا إلى نتيجة مُهمَّـة وهي أنَّ ثورةَ المُختار لابُدَّ أن تقع بغضّ النّظر أنَّ المُختار هو الّذي قامَ بها أم لم يقم بها.. بحسب قانون الأصلاب لابُدّ أن يُقتلَ قتلةُ الحُسين .. بل إنّ التّدقيق في تفاصيل المشروع الحُسيني يُبيّن أنّ ثورة المختار هي صفحة مِن صفحات هذا المشروع، وقد خطّط لها المُخطط للمشروع الحُسيني قبل أن تقع، ومِن دونِ علم المخُتار.
✤ ما بينَ أيدينا مِن مُعطيات ووثائق هو ليسَ كُلّ شي .. فالمعطيات ناقصة مِن جهتين:
● الأولى: أنَّ هناك نصوص ووثائق ضاعتْ
● والثّانية: أنّ هُناك مُعطيات خفيّة لم يتحدّث عنها الأئمة، ولا أصحابهم.
وبرغم ذلك .. بين أيدينا الكثير من الحقائق الّتي يُمكننا أن نعرف الحقيقة من خلالها عبر منهج لحن القول.
✤ من أهم المجموعات الحديثية التّفسيريّة الّتي وردت عن أهل البيت عليهم السّلام هو تفسير الإمام العسكري عليه السّلام،
صحيح أنّ هذا التّفسير ضاع منه الكثير بسبب الإهمال في الوسط الشيعي، وبقي منه القليل الّذي تعرّض للعبث والتّحريف، ومع ذلك:
فإنّ في هذا الكتاب من الحقائق المٌذهلة الّتي لن نجد بديلاً عنها في في توضيح المعاني والحقائق القرآنية.
✤ من جملة الاشكالات الّتي يُشكل بها علماؤنا على تفسير الإمام العسكري هو ماجاء في هذا التّفسير مِن ذكر للمختار الثقفي.
(الرّد على الاشكال).
✤ قول أمير المؤمنين في تفسير الامام العسكري:
(وسيصيبُ [أكثر] الَّذين ظلموا رِجْزاً في الدّنيا بسيوفِ [بعض] مَن يسلّط اللهُ تعالى عليهم للانتقام بما كانوا يفسقون، كما أصاب بني اسرائيل الرجز. قيل: ومَن هو؟ قال: غلامُ من ثقيف، يقالُ له المختار بن أبي عبيد…)
مرور سريع على بعض آيات القرآن الكريم الّتي تحدّثت عن رجز بني إسرائيل، وما قالهُ أئمتنا في بيان معنى الرّجز الّذي نزل بهم.
✤ كلمات العترة الّتي تحدّثتْ عن الرّجز النازل على بني إسرائيل تُشير إلى أنّ ثورة المُختار مَرضيّة عند أهل البيت عليهم السَّلام،
وتُشير أيضاً إلى أنّ شخصيّة المُختار مَرضيّة عند أهل البيت عليهم السّلام؛ لأنّ الجهة الّتي تفَعَّلَ الرّجز مِن جهتها على بني إسرائيل جهة ممدوحة، فكذلك شخصيّة المُختار جِهة ممدوحة؛ لأنَّ رواية تفسير الامام العسكري عليه السّلام الّتي تحدّثتْ عن المُختار هي بصدد عمل مقارنة بين ما حصل في بني إسرائيل، وبين ما حصل في أعداء آلِ مُحمّد.
✤ رواية تفسير الامام العسكري الّتي تحدّثتْ عن المُختار تُشير إلى قضيّتين:
● الأولى: أنّ الواقعة لابُدّ أن تقع؛ لأنها جزء مِن المشروع الحُسيني، وهي تطبيقٌ لقانون الأصلاب.
● والثانية: أنّ ثورة المختار ثورة ممدوحة لأنها جاءتْ في سياق تطبيق قانون الأصلاب.
✤ دعاء سيّد الشّهداء في خُطبته يوم عاشوراء:
[الَّلهم احبسْ عنهم قطْر السَّماء، وابعثْ عليهم سنين كسنيّ يوسف وسلط عليهم غلامَ ثقيف يسقيهم كأساً مُصبّرةً ولا يدعُ فيهم أحداً إلّا قتلة بقتلة، وضربةً بضربة ينتقم لي ولأوليائي وأهْل بيتي وأشياعي….]
● هذه العبائر(ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي) ألا تكشف عن إخلاص المُختار؟
● وهل يحتاجُ المُختار بعد كلام الحُسين عليه السَّلام إلى توثيقٍ ومدح من أحد؟
● هل هناك إخلاص أعلى مِن هذا الإخلاص؟
✤ دعاء الإمام الحُسين يُشير إلى أنّ الثّورة لابُدّ أن تقع، وهذا دعاء الامام الحسين في أحرج ساعة يوم عاشوراء.
✤ القضيّة لا تقف عند نص أو نصّين .. في منهج لحن القول لابُدّ أن تُجمع المُعطيات كاملة حتَّى تتشكل الصّورة كاملة.
✤ عرض لمعطيات أخرى “نماذج من حديث العترة، وما جاء في كُتب التأريخ” كُلّها تُشير إلى أنّ ثورة المختار ثورة لابُدّ أن تقع، وتشير أيضاً إلى مدح شخصيّة المختار، وسأعرض معطيات أخرى في الحلقة القادمة.
✤ وقفة عند قوله تعالى:
(وقاتلوهم حتّى لا تكونَ فتنةٌ ويكونَ الدّين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلّا على الظّالمين).
● من المقصود بالظّالمين في كلمات العترة..؟ وهل الله تعالى مِن شأنه الإعتداء حتّى يُعبّر بقول (فلا عدوان)..؟
✤ حديث عن الوعد الإلهي بالنّصر لسيّد الشهداء في كلمات العترة، والوعد الصّادق بهلاك أعدائه قبل الرّجعة .. متى يتحقق النّصر، ومتى يكون الوعد بهلاك أعدائه؟
✤ حين ندرس حياة المُختار نجد أنّ هناك شُعلة في داخلهِ ما خمدتْ حتّى قتلَ قتلةَ الحُسين.
✤ وقفة عند ميثم التّمار، ودور ميثم في المشروع الحسيني ودوره في الاعداد لشخصيّة المختار.
✤ نهضة الحُسين ليستْ مجموعة خرجتْ من المدينة ودخلتْ كربلاء وخاضت معركة .. المشروع الحُسيني مخطط كبير جدّاً ولهُ صفحات كثيرة، وسأعرض لكم صور مختلفة تُبيّن هذه الحقيقة أنّ المشروع الحسيني مخطط كبير جدّاً، وصفحاته متعددة:
● مسلم بن عقيل اسطوانة من الأسطوانات الّتي بُنيَ عليها المشروع الحُسيني.
● المختار أيضاً كان أساس، وأُسطوانة من الأسطوانات الّتي أُسس عليها “المشروع الحُسيني”.
● الّذين كانوا يحملون علم المنايا والبلايا من أصحاب أمير المؤمنين عليه السّلام حينما كانوا يتحدّثون بما عندهم مِن علوم وأسرار كانوا يُمهّدون للمشروع الحسيني.
✤ الاعداد الغيبي لشخصية المُختار يتجلّى في جهات عدّة، من أوضحها:
● سَجْن المختار للحفاظ على حياته.
● أن يمرّ المُختار بالمصاعب لأنّ المصاعب والبلايا تصقل وتصنع الرّجال.
✤ المشروع الحُسيني مشروع كبيرٌ كبير، وإنّ الخفي في هذا المشروع كثيرٌ كثيرٌ، وأنّ ما نعرفهُ مِن المشروع لا يُعدّ بشيء.
برنامج الثائر الحسيني الوفي المختار الثقفي
أضف تعليقك