✤ ممّا تقدّم في الحلقات الماضية، ملاحظات بشكلٍ سريع أُشير إليها كي تتواصل ذاكرة المُشاهد معي:
● أولاً : مرَّ الكلام في أنَّ هذا البرنامج يدرس ثورة المُختار وشخصيّة المُختار وِفقاً لمنهج لحن القول المُستلّ مِن نُصوص الكتاب والعترة الشَّريفة.
● ميّزتُ بين ثورة المُختار وبينَ شخصيّة المُختار وقُلتُ بأنَّ ما جرى على يد المُختار الثّقفي لابُدَّ أن يجريَ على يده، أو على يد غيره..مِن جهتين:
□ الجهة الأولى : تطبيقاً لقانون الأصلاب.
□ والجهة الثّانية أنَّ ثورةَ المُختار هي صفحة أُخرى مِن صفحات المشروع الحُسيني، حيثُ السّنن الإلهيّة الحاكمة في هذا العالم. وقانون الأصلاب هو سُنّةٌ مِن تلك السّنن.
✤ ويتواصل الحديث في أجواءِ هذهِ المضامين، وسُؤالٌ يُطرح هُنـا:
هل المُراد مِن قانون الأصلاب أنّهُ يُطبّق في جميع الحالات، بحيث تُقطَعُ كُلّ صلبٍ لا يُرجى خيرها..؟
الجواب أنّ هذا القانون لا يُطبّق بقطْعِ كُلّ صُلب .. وإن قيل : ما هو الميزان في ذلك..؟ فالميزان لا نعلمهُ .. فهذا الأمر مُتعلّق بالحِكمة الإلهيّة، ونحنُ لا نعلمُها..
✤ وقفة عند الآية 26 و 27 من سُورة نُوح .. آية واضحة تختصر لنا مضمون قانون الأصلاب.
✤ وقفة عند رواية الإمام السّجاد عليه السَّلام في تفسير الإمام العسكري الّذي تحدّث فيها الإمام السّجاد عليه السّلام عن العقاب الإلهي الّذي أنزله الله بأصحاب السّبت.
قانون العقوبة الّذي نزلَ على أصحاب السّبت ومُسِخـوا .. هذا القانون طُبّق عليهم بهذا الشّكل وبهذه الهيئة (أنّهم مُسِخوا، وبعد ذلكَ هَلكوا).
أمَّا قَتَلةُ الحُسين عليه السَّلام فلم يُطبّق عليهم هذا القانون بهذهِ الهيئة، ولكنّه طُبّق بنحوٍ آخر(حِين تسلّط عليهم المُختار بعد فترة مِن الزّمان، وليسَ بشكلٍ مُباشر).
✤ الحديث فيما سبق كان في الجانب التّشريعي مِن المشروع الحسيني العملاق، هُناك جانب تكويني في هذا المشروع .. (أنَّ الله تعالى حِين خلق هذا العالم ، جعل في هذا النّظام الكوني قُدرة على إصلاح نفسه، إذا ما طرأ عليه الفساد .. وهذه القُدرة موجودة في الجانب التّكويني للمشروع الحُسيني).
(ظهر الفسادُ في البرّ والبحر بما كسبتْ أيدي النّاس) إذا حصل الفسادُ التّكويني، يشتغل برنامج الإصلاح الذّاتي، وهذا البرنامج هو المشروع الحسيني .
✤ الإصلاح الحُسيني إصلاحٌ في البُعد التّكويني والتّشريعي، وثورة المُختار هي صفحة مِن صفحات هذا المشروع في بُعده التّشريعي،
والجانب التّشريعي في هذا المشروع لا ينفك عن الجانب التّكويني.
✤ ما المُراد من البُعد التّكويني للمشروع الحُسيني ..؟
سألتقط صُوراً من آيات الكتاب الكريم ، وكلمات العترة عليهم السَّلام، وسأشير إلى جهات حِين أعرضها بين أيديكم يتجلّى مُرادي مِن البُعد التّكويني للمشروع الحُسيني.
✤ كُلّ الأحاديث والرّوايات تُشير إلى أنّ الدّم الحُسيني موجود في تفاصيل كُلّ هذا التكوين، وما تمَّ عرضه من آيات وروايات هو مجرّد نتف مِن مجاميع أحاديثهم الكثيرة صلوات الله عليهم، فهي لا تُمثّل إلّا نتف مِن الحقيقة وليس الحقيقة بتمامها.
✤ كُل شي ينتسب للحُسين يخضع لهذا القانون:
“قانون التّطهير الحُسيني” وكُلّما اقتربتْ الأشياء مِن الحُسين علتْ وارتفعتْ طهارتُها، ولهذا نُخاطب أصحاب الحُسين عليه السَّلام:
(السَّلامُ عليكم يا طاهرينَ مِن الدّنس)أصحابُ الحُسين ذواتٌ طاهرة مِن الدّنس لأنّها ذوات التصقتْ بمصدر الطّهارة، فخضعتْ لقانون التّطهير.
(ألا يخضع المُختار لقانون التّطهير ..؟! وهو الَّذي كانَ بكلّ وجدانهِ وعقلهِ ومشاعره مع الحُسين..؟)
✤ قانون التّطهير الحُسيني هو القانون الموجود في الزّيارة الشّريفة:
“أشهدُ أنّك طُهرٌ طاهرٌ مُطهّر، مِن طُهرٍ طاهرٍ مُطهّر….”
✤ إبليس يُريد أن يُبعدنا بقدْر ما يتمكّن عن طُوفانِ الطّهارةِ هذا.. فهو يُريد أن يُخرجنا مِن هذا الطّوفان الحُسيني المُتدافع من التّطهر..
وللحديث بقيّة ..
برنامج الثائر الحسيني الوفي المختار الثقفي
أضف تعليقك