بحث مخصّص

الدين الأصل دين محمّد “صلّى اللهُ عليه وآلهِ” ما اصطُلح عليه بالتأويل.
التأويل منظومة الدين العلوية.. بحسب آل مُحمّد، فإنّ باقر آل المُصطفى “عليه السلام” يقول في معنى هذه الآية في [تفسير القمّي]:
(قال: نزلتْ هذه الآية في طلحة والزُبير والجمل جملهم). الجمل هُنا هو الجَمَل الذي ركِبَتْهُ عائشة.. إنّه: عسكر.. وهو الجملُ الشيطان.
ورسول الله جعل أهمّ شروط بيعة الغدير أن لا نأخذ تفسير القرآن إلّا مِن علي.. علماً أنّ طَلحة والزُبير هنا عنوان.. وإلّا فالخِطاب لجميع الناكثين والقاسطين والمارقين.. كما قال سيّد الأوصياء في نهج البلاغة:
(كُنتم جُند المرأة وأتباع البهيمة – هي إمامهم – رَغَا فأجبتُم وعُقِر فَهَربتُم).
كلماتُ عليّ في واقعة الجمل تُحدّثنا ليس عن زمان تلك الواقعة وإنّما تُحدّثنا عمّا سيأتي.. مثلما نزلتْ الآية في زمان التنزيل ولكنّها تُحدّثنا عن زمان التأويل.. ومثلما كان عليّ يقف على أرض البصرة في مواجهة عائشة وطلحة والزبير..كان يتحدّث عن زماننا هذا وعن أزمنة ستأتي.
البيعةُ الأصل في جَوهر الدين لعليّ هي بيعةٌ في الفطرة.. ومضمون الفِطرة: (لا إله إلّا الله، محمّدٌ رسول الله، عليّ وليّ الله) كما يقول آل محمّد.. والشهادة الثالثة هنا لا على نحو عدم الجُزئية كما يقول فُقهاؤنا ومراجعنا.
أمّا أنتم أيّها الشيعة فقد نقضتم بيعة الغَدير فِكرياً وعقائدياً حِين أخذتم التفسير مِن غير عليّ، وتركتم تفسير عليّ مَطروحاً، وعلمائنا ومَراجعنا مزّقوه شرّ مُمزق..! وراحوا يُفسّرون القرآن على أنغام النواصب والمُخالفين.. ويتركون تفسير عليّ الذي هو جزءٌ لازمٌ مِن بيعة الغدير..!
✤ ذكرتُ لكم في حلقة يوم أمس أنّي سأقوم بجولة بين هذه الكُتب أنقل لكم صُوراً تُبيّن لكم كيف تعاملتْ هذهِ الأمّة بعد النبيّ الأعظم مع قرآنه.
وقد أخذتُ هذه الآية {حتّى يَلِجَ الجملُ في سمّ الخياط} مثالاً حتّى نستطيع أن نتحرّك وأن نتجوّل بين هذه الكُتب لتتضح الصورة بين أيديكم.
❂ الجولة الأولى: صورة لِمسيرة التَحريف لهذه الآية في الوسط السُنّي (التحريف اللفظي)
وقفة عند كتاب [مُعجم القِراءات القُرآنية: ج2]
وقفة عند نموذج آخر للتحريف الّلفظي للقرآن في كتاب [معجم القراءات القرآنية: ج1].
❂ الجولة الثانية: صُورة لِمسيرة التَحريف لهذهِ الآية في الوسط السُنّي (التحريف المعنوي الخبيث والخبيث جدّاً)
وقفة عند الجزء (7،8) من [تفسير الطبري] مرور على نماذج ممّا جاء في معنى “الجمل”.
وقفة عند كتاب [التفسير الكبير: ج13، 14] للفخر الرازي.. المصدر الأساس الذي يعتمده الشيخ الوائلي في تفسير القرآن وكذلك سائر خُطباء المِنبر الحُسيني الذين يُقلّدون الشيخ الوائلي وينهجون منهجه.
وقفة عند كتاب [في ظِلال القرآن: ج3] لسيّد قطب. (الكتاب الحبيب لقادتنا السياسيّين والأحزاب الشيعية في كُلّ مكان)!
وقفة عند كتاب [مشاهد القيامة في القرآن] لسيّد قُطب
لم أجد على طول التأريخ ناصبياً كهذا الرجل المدعو: سيّد قطب! ولا أعتقد أنّني سأجدُ ناصبياً كهذا الرجل.
هؤلاء الذين يتحدّثون على الفضائيات وعلى المنابر، هؤلاء أخذوا من هذه المصادر القذرة من دون أن يعلموا..!
وقفة عند حديث صادق العترة مع بشير الدهّان في [الكافي الشريف: ج1]:
(لا خيرَ فيمَن لا يتفقّه مِن أصحابنا، يا بشير! إنّ الرجل منهم إذا لم يستغنِ بفقهه احتاج إليهم فإذا احتاجَ إليهم ادخلوه في باب ضَلالتهم وهُو لا يَعلم)!
❂ الجولة الثالثة: نماذج من كُتب علمائنا ومراجعنا ومُفسّرينا
وقفة عند أهمّ تفسيرٍ مُؤسّسٍ لِمنهجية التفسير في الجوّ الشيعي وهو [تفسير التبيان: ج4] للشيخ الطوسي.. جاء فيه:
(والجمل هو البعير ها هنا في قول عبد الله والحسن – أي الحسن البصري – ومُجاهد والسُدّي عكرمة – وهو رجلٌ ناصبي من الدرجة الأولى ومات على النصب – وأكثر المُفسّرين) ولا ذِكْر لا للباقر ولا للصادق أبداً..
وقفة عن ما جاء في تفسير [مجمع البيان] للطبرسي
وقفة عند ما جاء في [تفسير الميزان: ج8]
وقفة عند تفسير [تقريب القرآن إلى الأذهان: ج2] للمرجع السيّد محمّد الشيرازي
لو كان هؤلاء المراجع يأخذون من عليّ وآل عليّ لفهموا أنّ الآية نزلتْ بهذا المعنى وهذا الخصوص (أنّها في عائشة وطلحة والزُبير).
فلماذا تخونون الأمانة يا علماء الشيعة وتُفسّرون القرآن بطريقة المُخالفين؟!
■ مقطع مُسجّل للسيّد الشيرازي يتحدّث فيه عن كتاب [مشاهد القيامة في القرآن] لسيّد قطب ويمتدح الكتاب، وينصح الخُطباء بقراءاته لمرّات ومرّات.. وأن يحفظونه ويومياً يذكرون شيئاً منه..!
■ وقفة عند كتاب (السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق) للسّيد محمّد باقر الصّدر، وما جاء فيه بخصوص البرقيّة الأخرى الّتي بعثها جماعة العلماء إلى عبد النّاصر لإنقاذ سيّد قطب، والّتي كتبها السّيد محمّد باقر الصّدر، وكان ممّا جاء فيها:
(لو لم يكن لهذا العالم إلّا تفسيره في ظلال القرآن لكفى به خصيماً لكَ عند الله يوم القيامة)!!!
تفسير [في ظلال القرآن] تفسير ناصبي بامتياز ويُعادي آل محمّد “صلواتُ الله عليهم” مِن أوّله إلى آخره.. فإذا كان هذا التفسير يكفي أن يكون خصيماً عند الله يوم القيامة فهو إذن تفسير على حقّ، وعليه يكون آل محمّد “صلواتُ الله عليهم” على باطل!!!
■ الشيخ الكوراني هو مِن تلامذة السيّد محمّد باقر الصدر.. وهو بنفسه يُصرّح في كتابه [الحقّ المُبين في مَعرفة المعصومين] بندمه وأسفهِ على تلك الأيّام التي قضاها في أجواء سيّد قطب..
■ نموذج آخر من حوزة قم. وقفة عند كتاب (التمهيد في علوم القرآن: ج10) للشّيخ محمّد هادي معرفة، والّذي يطرح فيه الآراء المشهورة والمعروفة والّتي تكاد تكون متّفق عليها بين مراجع وعلماء وفقهاء الشيعة. يقول حين يتحدّث عن تفسير سيّد قطب: (كتاب في ظلال القرآن لسيّد بن قطب بن إبراهيم الشاذلي، المستشهد سنة 1386هـ على يد طُغاة مصر الحاكمة حينذاك)!!!
أليس ما جاء في هذه التفاسير هو خيانة كُبرى لبيعة الغدير..؟!
عرضت على قناة القمر الفضائية
الاحد : 22 شهر رمضان 1438هـ / الموافق : 18/6/2017م

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.