بحث مخصّص

من وصيّة إمامنا الكاظم لهشام بن الحكم
(يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلتَ عقلك عن أمر ربّك وأطعتَ هواك على غلبة عقلك)
(ما كان لله ينمو) هذا القانون يُفهم فهماً بعيداً عن ثقافة أهل البيت.
المراد من (الهوى) الوارد في الوصيّة: هو الهوى الّذي يأخذك بعيداً عن إمام زمانك.
(يا هشام الصّبر على الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهْل الدّنيا والرّاغبين فيها، ورغب فيما عند ربه وكان الله آنسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة…) الحديث هنا عن عزلة العقل وليس العزلة الجسديّة .
المراد من الوحدة هي الغربة، والغربة ليست هي الغربة عن الوطن، أمّا الغربة الأشد والأقسى هي غربة المعرفة، غربة العقيدة، غربة العقل والفهم.
هناك مجموعتان:
1 – مجموعة جعلت إمام زمانها الأولويّة الوحيدة في حياتها .
2 – مجموعة أخرى في الوسط الشيعي، لم تجعل إمام زمانها الأولويّة الوحيدة، فذهبت خلف هواها.. وهذا الهوى قد يكون دينيّاً.
الإمام المعصوم هو العالم الرّباني فقط
يتواصل الحديث عن أوّل بلد في الجغرافيا المهدويّة وهو العراق. لازلنا عند حديث “الرّايات المُشتبهة”. (فأمّا من ركِبَ من القبائحِ والفواحش مراكِبَ فَسَقَةِ فُقهاءِ العامّة، فلا تقبلوا منهم عنّا شيئاً ولا كرامة) استسهال أمر الدّين في القوالب الفكرية الَّتي قولبوا فيها الدّين هي أوضح صفة في فقهاء العامّة.(ذكر أمثلة لهذه القوالب) الأئمة جعلوا الدّين وأصل الدّين هو الإمام المعصوم، فيأتي العلماء ويُشتّتون هذا الفِكر تشتيتاً طويلاً عريضاً.. وهذا استسهال للدّين. هذه المجموعات تستسهل أمر الدّين، أمر الولاء لإمام زماننا، وأمر (الولاية والبراءة) تحت عناوين ومبرّرات مختلفة:(التقيّة – المُجاملة والمُصانعة للمخالفين – المُداراة – الوحدة الإسلاميّة – المصلحة العامّة- المصلحة العليا) وهذه العناوين إنّما تؤخذ بمقاساتها .. فإذا جاوزت حدّ الضرورة صارت القضية كذباً.
الشيعة يجعلون علماءهم بعيداً عن النقد والمُناقشة كما يصنع المُخالفين مع الصّحابة.
وقفة عند هذا المقطع: (لا جَرَم أنَّ من عَلِمَ اللهُ من قلبهِ مِن هؤلاء العوام، أنّه لا يُريد إلّا صيانةَ دينه، وتعظيمَ وليّه، لم يتركهُ في يد هذا المُلبّس الكَافر..) ما المُراد من صيانة الدين وتعظيم الولي؟ وكيف يُعظّم الشيعي إمامه..؟
وقفة عند رواية الإمام الباقر صلوات الله عليه: (إنّكم لا تكونوا صالحين حتَّى تعرفوا، ولا تعرفوا حتَّى تصدّقوا، ولا تصدّقوا حتَّى تسلّموا أبواباً أربعة، حتَّى لا يصلح أولها إلَّا بآخرها…) كلمات في غاية الضّرورة وفي غاية الخطورة.. وأنتم قيسوا أنفسكم وقيسوا الواقع الشيعي على هذه الرّواية الَّتي يُشير فيها الإمام إلى هذه الآية:
(وإنّي لغفَّارٌ لمِن تابَ وآمن وعَمِل صالحاً ثُمَّ اهتدى)
في الزّيارة الغديريّة:
(والَّذي بعثني بالحقّ ما آمنَ بي مَن كفر بكَ، ولا أقرَّ بالله مَن جحدك، وقد ضلَّ مَن صدَّ عنك، ولم يهتدِ إلى الله تعالى ولا إليَّ مَن لا يهدى بك)
فارق بين الاهتداء لعلي، والاهتداء بعلي. الاهتداء لعليّ أوّل مراحل الهداية، والاهتداء بعليّ فذاك هو المطلوب.
عُرضت على قناة القمر الفضائية
ا لجمعة 4 / 9 / 2015م
19 ذي القعدة 1436هـ

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.